كتاب جدارية محمود درويش

كتاب جدارية محمود درويش

  • Version
  • Download 1
  • Tamanho 249.64 KB
  • Contador 1
  • Data de criação 21 de abril de 2020
  • Última atualização 22 de abril de 2020

كتاب جدارية محمود درويش

جدارية تاليف محمود درويش من دواوين شعر "هزمتك يا موت الفنون جميعها" هكذا وفي عبارة واحدة يكثف الشاعر محمود درويش في جداريته ما حاول أن يقوله بأساليب متنوعة على مدى هذه القصيدة - الديوان. إنها لحظة التحدي الأخيرة بين لغة وذاكرة من جهة، ونهاية كانت تقترب بسرعة. فمن غير الشاعر يتطيع منازلة الموت بهذه الطريقة وذاك الدفق وهذا البوح؟ محمود درويش هنا جديد، تتصاعد درجة انتباهه على شرفة الموت، فيهدي إلينا تلك التجربة شعرًا آسرًا، يتوقف فيه الزمن وتتباطأ حركته، فتتأبد اللحظات واللقطات والمشاهد، لنعثر بعد رحلة جلجامش الشهيرة على سفر مبتكر للخلود هذا البحرُ لي هذا الهواءُ الرَّطْبُ لي هذا الرصيفُ وما عَلَيْهِ من خُطَايَ وسائلي المنويَّ... لي ومحطَّةُ الباصِ القديمةُ لي. ولي شَبَحي وصاحبُهُ. وآنيةُ النحاس وآيةُ الكرسيّ، والمفتاحُ لي والبابُ والحُرَّاسُ والأجراسُ لي لِيَ حَدْوَةُ الفَرَسِ التي طارت عن الأَسوار... لي ما كان لي. وقصاصَةُ الوَرَقِ التي انتُزِعَتْ من الإنجيل لي والمْلحُ من أَثر الدموع على جدار البيت لي... واسمي، وإن أخطأتُ لَفْظَ اسمي بخمسة أَحْرُفٍ أُفُقيّةِ التكوين لي: ميمُ/ المُتَيَّمُ والمُيتَّمُ والمتمِّمُ ما مضى حاءُ/ الحديقةُ والحبيبةُ، حيرتانِ وحسرتان ميمُ/ المُغَامِرُ والمُعَدُّ المُسْتَعدُّ لموته الموعود منفيّاً، مريضَ المُشْتَهَى واو/ الوداعُ، الوردةُ الوسطى، ولاءٌ للولادة أَينما وُجدَتْ، وَوَعْدُ الوالدين دال/ الدليلُ، الدربُ، دمعةُ دارةٍ دَرَسَتْ، ودوريّ يُدَلِّلُني ويُدْميني وهذا الاسمُ لي... ولأصدقائي، أينما كانوا، ولي جَسَدي المُؤَقَّتُ، حاضراً أم غائباً... مِتْرانِ من هذا التراب سيكفيان الآن... لي مِتْرٌ و75 سنتمتراً... والباقي لِزَهْرٍ فَوْضَويّ اللونِ، يشربني على مَهَلٍ، ولي ما كان لي: أَمسي، وما سيكون لي غَدِيَ البعيدُ، وعودة الروح الشريدِ كأنَّ شيئاً لم يَكُنْ وكأنَّ شيئاً لم يكن جرحٌ طفيف في ذراع الحاضر العَبَثيِّ... والتاريخُ يسخر من ضحاياهُ ومن أَبطالِهِ... يُلْقي عليهمْ نظرةً ويمرُّ... هذا البحرُ لي هذا الهواءُ الرَّطْبُ لي واسمي ـ وإن أخطأتُ لفظ اسمي على التابوت ـ لي. أما أنا ـ وقد امتلأتُ بكُلِّ أسباب الرحيل ـ فلستُ لي. أنا لَستُ لي أَنا لَستُ لي... سأَحلُمُ ، لا لأُصْلِحَ أَيَّ معنىً خارجي . بل كي أُرمِّمَ داخلي المهجورَ من أَثر الجفاف العاطفيِّ . حفظتُ قلبي كُلَّهُ عن ظهر قلبٍ : لم يَعُدْ مُتَطفِّلاً ومُدَلّلاً . تَكْفيهِ حَبَّةُ ” أَسبرين ” لكي يلينَ ويستكينَ . كأنَّهُ جاري الغريبُ ولستُ طَوْعَ هوائِهِ ونسائِهِ . فالقلب يَصْدَأُ كالحديدِ ، فلا يئنُّ ولا يَحِنُّ ولا يُجَنُّ بأوَّل المطر الإباحيِّ الحنينِ ، ولا يرنُّ ّكعشب آبَ من الجفافِ . ... قال لي : أَنتَ السجينُ ، سجينُ. نفسِكَ والحنينِ . ومَنْ تراهُ الآن. ليس أَنا . أَنا شَبَحي. فقلتُ مُحَدِّثاً نفسي : أَنا حيٌّ. وقلتُ : إذا التقى شَبَحانِ. في الصحراء ، هل يتقاسمانِ الرملَ أم يتنافسان على احتكار الليل . ... وأُريدُ أُن أُحيا … فلي عَمَلٌ على ظهر السفينة . لا لأُنقذ طائراً من جوعنا أَو من دُوَارِ البحر ، بل لأُشاهِدَ الطُوفانَ عن كَثَبٍ : وماذا بعد ؟ ماذا يفعَلُ الناجونَ بالأرض العتيقة ؟ هل يُعيدونَ الحكايةَ ؟ ما البدايةُ ؟ ما النهايةُ ؟ لم يعد أَحَدٌ من الموتى ليخبرنا الحقيقة … / ... ولا تضعوا على قبرى البنفسج فهو زهر المحبطين يُذكر الموتى بموت الحب قبل اوانه
محمود درويش - محمود درويش (13 مارس 1941 - 9 أغسطس 2008)، أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب والعالميين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن. يعتبر درويش أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه. في شعر درويش يمتزج الحب بالوطن بالحبيبة الأنثى. قام بكتابة وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني [2] التي تم إعلانها في الجزائر. ❰ له مجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ قصائد للشاعر محمود درويش ❝ ❞ ذاكرة للنسيان ❝ ❞ في حضرة الغياب ❝ ❞ جدارية محمود درويش ❝ ❞ محمود درويش منوعات ❝ ❞ آخر الليل ❝ ❞ الأعمال الكاملة ❝ ❞ في حضرة الغياب ❝ ❞ أحبك أو لا أحبك ❝ الناشرين : ❞ دار العودة ❝ ❱
من دواوين شعر الشعر العربى - مكتبة كتب الأدب.

Share